قد يبدو اختيار لون الطلاء مهمة سهلة للوهلة الأولى، لكن لحظة الوقوف أمام رفوف المتاجر المليئة بعينات الألوان قد تجعل القرار أكثر تعقيدًا. فالألوان لا تقتصر على المظهر فحسب، بل تمتد لتؤثر على الجو العام للمكان، وبالتالي على شعورك اليومي فيه.
في هذا الدليل، نمر على أبرز النقاط التي ينبغي التفكير فيها قبل اختيار لون الطلاء، بطريقة عملية وبعيدة عن التعقيد.
1. ابدأ بالشعور الذي تريد أن تنقله الغرفة
قبل البحث في درجات اللون أو اختيار اسم تجاري، من الأفضل أن تسأل نفسك: كيف تريد أن تشعر في هذه الغرفة؟
أمثلة:
- الأزرق والأخضر يمنحان شعورًا بالهدوء، ويُفضل استخدامهما في غرف النوم أو المساحات المخصصة للعمل.
- الأصفر والبرتقالي الفاتح يضفيان طاقة ودفيئًا، وغالبًا ما يُستخدمان في المطابخ أو غرف المعيشة.
- الألوان المحايدة مثل البيج أو الرمادي تساعد على خلق توازن بصري وتندمج بسهولة مع قطع الأثاث المختلفة.
لا يتطلب الأمر الالتزام الحرفي بنظريات علم نفس الألوان، لكن تحديد الشعور المرغوب هو نقطة انطلاق جيدة.
مقال Better Homes & Gardens يقدم شرحًا مبسطًا يمكن الرجوع إليه لمزيد من الأمثلة.
2. تأثير الإضاءة لا يُستهان به
يتغير مظهر اللون وفقًا للإضاءة الطبيعية والصناعية. لون يبدو دافئًا خلال النهار قد يظهر بدرجة مختلفة تمامًا مساءً.
من المهم تجربة اللون في الغرفة نفسها وفي أوقات مختلفة من اليوم.
الغرف التي تستقبل ضوءًا باردًا من جهة الشمال قد تستفيد من الألوان الدافئة، بينما تلك التي تطل على الجنوب يمكنها أن تتناسب مع درجات أعمق أو أكثر برودة.
موقع Real Homes يوصي دائمًا باختبار اللون على أكثر من جدار.
3. الانسجام مع العناصر الأخرى بالغرفة
في حال كنت لن تغيّر الأثاث أو الأرضيات أو الستائر، فمن الأفضل أن تختار لونًا يتناسق معها.
يمكن الاعتماد على لون مأخوذ من قطعة فنية أو سجادة موجودة، أو اختيار لون محايد للجدران وترك بقية العناصر لتكون أكثر بروزًا.
الألوان الفاتحة قد تساعد في إظهار المساحات الصغيرة وكأنها أكبر، بينما يمكن للألوان الداكنة أن تمنح الغرف الواسعة شعورًا بالدفء.
4. قارن بين درجات متعددة
لا تكتفِ بعينة واحدة. خذ أكثر من درجة من اللون نفسه وجرّبها مباشرة على الجدار.
يفضّل تجنب الاختبار على الورق الأبيض لأنه قد يعطي انطباعًا غير دقيق عن اللون الحقيقي.
جرّب العينات في أوقات مختلفة، ولاحظ تأثير الضوء الطبيعي والاصطناعي عليها. يوجد كذلك خيارات لاصقة تجريبية مثل Samplize لمن لا يرغب بتلويث الجدران في مرحلة التجربة.
5. نوع التشطيب لا يقل أهمية عن اللون
يؤثر نوع الطلاء (اللمعة) على مظهر اللون وسهولة صيانته.
أنواع الطلاء الشائعة:
- المطفي: بلا لمعان، يخفي عيوب الجدران، لكن يصعب تنظيفه.
- Eggshell: لمعة خفيفة، مناسب لغرف الجلوس.
- Satin: لمسة لامعة طفيفة ومتانة أعلى، جيد للمطابخ أو غرف الأطفال.
- Semi-gloss وGloss: لمعان واضح وسهل التنظيف، يُستخدم غالبًا في الأبواب أو الحمامات.
اختر النوع حسب طبيعة استخدام الغرفة.
6. خذ وقتك قبل اتخاذ القرار النهائي
صحيح أن تغيير اللون ليس بالأمر الصعب، لكن من الأفضل عدم التسرّع في القرار.
اِجمع أفكارًا من مصادر مختلفة، جرّب العينات في المساحة الحقيقية، وامنح نفسك الوقت للتفكير.
في حال كنت مترددًا، ابدأ بلون محايد وأضف الألوان الأخرى من خلال التفاصيل مثل الوسائد أو اللوحات.
7. رأي إضافي قد يُفيد
أحيانًا نظرة من شخص آخر قد تساعد في ملاحظة تفاصيل لم تكن واضحة لك. اسأل شخصًا تثق بذوقه، أو التقط صورة للمكان واطلب رأيه.
لكن تذكّر في النهاية: أنت من سيقضي وقته في هذا المكان. اختر ما يتناسب معك.
خاتمة
اختيار لون الطلاء لا يعني البحث عن لون مثالي من الناحية النظرية، بل إيجاد لون يتماشى مع مساحتك، إضاءة منزلك، وذوقك الخاص.
فكّر في الإحساس الذي ترغب في تحقيقه، لاحظ الإضاءة، جرّب أكثر من خيار، ولا تضع نفسك تحت ضغط الاختيار.
عندما تجد لونًا يجعلك تشعر بالارتياح بمجرد دخولك للغرفة — تكون قد وفّقت في اختيارك.